الرئيسية » اخبار الموبايلات

الساعات الذكية ... هل هي ضرورة أم مجرد قطعة استهلاكية لا فائدة منها

الساعات الذكية ... هل هي ضرورة أم مجرد قطعة استهلاكية لا فائدة منها

كتب: خالد عاصم
يقول البعض بأننا اليوم نعيش عصر الأجهزة الذكية القابلة للارتداء على رأسها الساعات الذكية، بينما يظن البعض أن تلك الأجهزة وتحديدًا الساعات الذكية لن يكون لها عصر على الإطلاق، أو لا تعيش عصرها الذهبي على أقل تقدير، وأن تلك الساعات لم تنجح في تحقيق أهدافها ولا يمكن اعتبارها نقلة في عالم الأجهزة الذكية، وأنها إن اختفت من العالم صباح الغد، فلن نتأثر ولن نشعر بأي اختلاف يذكر.
وإن كان في الرأي الأول مبالغة، فإن الرأي الثاني لا يخلو من المبالغة أيضًا. فالساعات الذكية مثلها مثل الكثير من التقنيات التي ظهرت مؤخرًا، قدمت إضافة بلا شك، ولكنها إضافة لم يكن واقعها على قدر التوقعات ولا على قدر الدعاية التي أحاطت بها. فإن اختفت الساعات الذكية من العالم صباح الغد، قد يتأثر البعض دون شك ولكن العالم لن يشل أو يتوقف عن العمل كما في حالة افتراض السيناريو ذاته على الهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر.
الساعات الذكية ... هل هي ضرورة أم مجرد قطعة استهلاكية لا قائدة منها
هل من الضروري شراء ساعة ذكية؟
كثير من المستهلكين يسعون لشراء المنتجات التقنية الاستهلاكية المختلفة بدافع استهلاكي بحت. فكثير من ممتلكي هواتف iPhone أو هواتف Samsung الرائدة لا يعرفون جيدًا مدى إمكانيات تلك الهواتف، والبعض يسعى لامتلاك منتج ما لمجرد وجوده فقط وليس لسبب معين يتعلق بإمكانيات هذا المنتج ومدى نفع هذا المنتج للمستهلك بالفعل.
وقد تكون تلك القاعدة هي السبب وراء امتلاك كثير من المستهلكين للساعات الذكية، فبتجربتي الخاصة مع عدد لا بأس به من ممتلكي تلك الساعات، لم يقوموا حتى بربط تلك الساعات بهواتفهم عن طريق التطبيقات الخاصة بها، وهو ما يقلل من إمكانيات ووظائف تلك الساعات إلى حد كبير للغاية.
إذًا هؤلاء كان بإمكانهم التخلي عن الساعات الذكية دون أدنى مشكلة ولم يكونوا في حالة لشراءها من الأصل سواء كانوا ممن اشتروا ساعات غالية الثمن مثل سعات Apple Watch Ultra أو Samsung Galaxy Watch 6 أو Huawei Watch GT 4 أو ما دونها في السعر مثل Xiaomi Watch S1 Active أو Realme Watch 3 Pro وغيرها.
الساعات الذكية ... هل هي ضرورة أم مجرد قطعة استهلاكية لا قائدة منها
ولمعرفة ما إن كان للساعات الذكية ضرورة أو أهمية قصوى، هناك عدة عناصر لابد من النظر إليها. والأول هو مدى الأهمية الفعلية لتلك الأجهزة وما يمكنها أن تقدمه. ولدراسة تلك النقطة علينا أن نعرف أن الساعات الذكية ليست بالاختراع المبتكر خلال السنوات القليلة الماضية. فعلى الرغم من أنها قد بدأت في الانتشار خلال السنوات القليلة الماضية إلا أنها قد ظهرت للمرة الأولى منذ قرابة 25 عامًا، وإن كانت في صورة بدائية بالطبع. أما تطورها الفعلي فقد حدث خلال السنوات الماضية والتي لم تشهد أية ثورات على مستوى الإمكانيات على مدار تلك السنوات. فخلال الفترة الماضية، اهتمت الشركات الكبرى بتطوير الساعات الذكية على مستوى التصميم والمواد المستخدمة في الصناعة، أكثر من اهتمامها بإضافة المزيد من التقنيات الجديدة والثورية.
أما العنصر الثاني فهو فعالية وظائف وإمكانيات الساعات الذكية. فالساعات الذكية تقدم العديد من الوظائف الإضافية على الساعات العادية والتي تخطى حاجز عرض الوقت والتاريخ. وأبرز تلك الخصائص هو ما يتعلق بتتبع الصحة واللياقة. وإن كانت تلك الخصائص ممتازة وقد تضيف لكثير من المستخدمين، إلا أنها أيضًا ليست عنصر أساسي في ممارسة الرياضة ولا لممارسي الرياضة، فمن يعشق ممارسة الرياضة سيستمر في ممارستها دون الساعة وأيضًا من يهتم بصحته سيستمر في الاهتمام بها دون الساعة، ولم تضف الساعات الذكية إلا أداة مساعدة يمكن الاستفادة منها بالطبع ولكن يمكن أيضًا الاستغناء عنها.
مما أضافته الساعات الذكية أيضًا، إمكانية متابعة الإشعارات من خلالها دون الحاجة لإخراج الهاتف من جيبك، وهي أيضًا خاصية جيدة ومفيدة ولكن اختفائها لن يضر بالمستخدم بأي حال من الأحوال. فحتى مع توفر تلك الخاصية، فلن تتمكن مثلًا من الرد على الإشعارات في أغلب الساعات، كما أن الرسائل الطويلة مثلًا لا تظهر كاملة وهكذا. من ناحية أخرى أصبحت بطاريات الساعات الذكية تمثل عائقًا أمام استخدامها لأطول فترة ممكن على عكس ما كان في السابق.
الساعات الذكية ... هل هي ضرورة أم مجرد قطعة استهلاكية لا قائدة منها
بالإضافة لما سبق، فإن هناك عنصر أخر أساسي من العناصر التي تؤثر على الساعات الذكية، ألا وهو البدائل. فحاليًا تتجه العديد من الشركات لتطوير الخاتم الذكي والذي يمثل وسيلة بسيطة وفعالة وأرخص من الساعات الذكية على مستوى تتبع حالة الصحة واللياقة مع إرسال النتائج مباشرة إلى الهاتف. كما يمكنها أيضًا التنبيه للإشعارات من خلال نمط اهتزاز مختلف. هناك أيضًا سوار اللياقة وهو البديل الرخيص للساعات الذكية والقادر على القيام بما لا يقل عن 90 بالمائة من مهام الساعات الذكية مع تميزها بقدرته على العمل لعدد ساعات وربما أيام أطول
الخلاصة أننا لا نسعى لإقناعك بأن الساعات الذكية لا فائدة منها، فأنا نفسي امتلك واحدة أكاد لا اتركها إلا وقت شحنها. ولكنني قد قمت بشرائها لا لحاجتي الضرورة لها ولكن لهوسي بالتكنولوجيا من ناحية، ولقناعتي باحتياجي لبعض من مميزاتها، ولكن الواقع أنه بإمكاني العيش من دونها دون أن تتوقف حياتي بلا شك. لذا ننصحك بان تفكر جيدًا ما إن كنت بالفعل تحتاج لساعة ذكية أم لا.




قد يعجبك ايضا



التعليقات